موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

حصل في شارع الارسال ...

حصل في شارع الارسال ... | موقع سوا
2016-03-26 07:15:56
+ -

بقلم : ناريمان عواد - في اجواء عيد الام التي تهل علينا بخصب شهر الربيع الذي ينشر عطره في ارجاء الكون  نغني للام الفلسطينية بروعتها وعطاءها ودفئ محبتها ...نتمرغ في احضان امهاتنا مهما كبرنا....نرتمي بين ذراعيهم نبكي  في لحظة الضيق ...وفي لحظة الفرح أيضا ... نمارس كل طقوس المحبة والعشق لاجمل الامهات.

في هذا العام اردت ان احتفل بعيد الام في مكان آخر أتلمس امهات يحتاجون الى يد حنونة ,... الى وقفة انسانية الى كلمة رقيقة واسناد .

قادتني  اقدامي الى شارع الارسال – والذي يقود الى بلدة سردا سردا لزيارة السيدة بدرية بربر في بتها المتواضع الصغير ....كل زوايا البيت تنطق بصعوبة الحال .

امراة تعدت السبعين من عمرها ..,.لكنها فصيحة للسان تجاهرك بوضعها الصعب ..".انا اسكن هنا وحدي  لا معيل لدي" .

التجاعيد التي ترتسم على محياها تروي سنوات من المعاناة ..ام لابنة وحيدة  تزوجت وتركت  الام وحيدة .

تعيش الام في ظروف انسانية غير محتملة ،  بيت صغير آيل للسقوط ..كل شيء متناثر حولها .اطباق وادوات منزلية  وملابس متناثرة في البيت  ، الذي يحوي  غرفتين ، سرير قديم عليه ادوات وصحون وملابس المراة الرثة ..وقلة العناية تنطق  في زوايا البيت   ...البؤس في كل مكان ، الكهرباء تنقطع عنها باستمرار ، يربط بين البيت الصغير والشارع الرئيسي ادراج طويلة تضطر المراة للمشي عليها يوميا للحصول على ما تحتاج، وتخيلوا صعوبة الصعود والنزول لامراة في مثل سنها  .والمحاولات المستمرة لاصحاب الاراضي لاخراجها من البيت ...لاسترداد الارض .

المفارقة ان هذه السيدة تعيش في حي يكتظ  بالعمارات  الفخمة والابراج العالية والسيارات الفارهة ولكنهم لا ينتبهون ان هنالك امراة تعيش هناك لا تجد لقمة عيشها او قوت يومها ...

عليك ان تنظر من حافة الطريق الرئيسي الى الاسفل لتشاهد عدد الدرجات التي تحتاج ان تنزلها هذه الام لتصل الى بيتها المتواضع ...ناهيك عن المخاطر بسبب قربها  من الخط الرئيسي   للمواصلات الذي يتهدد حياتها في كل لحظة تحتاج فيها الى عبور الشارع .

اتعجب من غياب البلديات والشركات الكبرى كشركات الاتصالات والبنوك ، التي تصرف ملايين الدولارات  للدعاية والاعلان وتاتي الاعلانات لا روح فيها ولا تعبر عن حقيقة الامومة في فلسطين ، لا نحتاج الىى تصوير الام بانها مريضة  وان الابناء يتذكرونها لحظة مرضها كما شاهدته في دعاية احدى الشركات الكبرى  ، ، نحتاج الى قطاع خاص  ذو مسؤولية مجتمعية تجاه من يحتاج الى الدعم والاسناد  ، المطلوب ايضا من البلديات  والمؤسسات الرسمية الا تسمح بان تعيش امراة مسنة في هذه الظروف التي لا يحتملها بني البشر ،وان كنا نتغنى بعاداتنا وتقالبدنا الفلسطينية التي تقوم على التواصل والرحمة ، فكيف لا يشعر جيران هذه السيدة بحاجتها ووضعها الصعب  ..وان  كنا نتحدث عن مسؤولية مجتمعية فلنلتفت الى الكثير من النساء المعيلات لاسر ... لا يتمكن  من تعطية نفقات اسرهن ...لمسنات يعشن وحيدات دون معيل ...لفتيات صغيرات تركن وحدهن .

 اوجه ندائي لاصحاب الضمائر الحية لمد العون لهذه المراة ....

ولغيرها من النساء  والامهات اللواتي يقضين نهارهم وليلهم بفكرون في طرد شبح العوز والحاجة ومد اليد للاخرين .