العالم بانتظار عملاق الطاقة الجديد "أرامكو"
سوا فلسطين ينتظر العالم تنفيذ الرؤية الجديدة التي كشف بعض تفاصيلها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تتضمن طرح شركة "أرامكو" في السوق وتحويلها من شركة نفط وغاز الى شركة طاقة عملاقة، وسط توقعات بأن تتربع "أرامكو" على عرش أضخم الشركات المساهمة العامة في الكون بعد إدراجها في السوق السعودي وتتفوق في حجمها على اقتصادات دول بأكملها.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية كشف في مقابلته مع وكالة "بلومبرغ" الأميركية قبل أسابيع عن خطة سعودية طموحة لدخول "عصر ما بعد النفط"، حيث لفت عن اعتزام السعودية تأسيس أكبر صندوق للاستثمارات السيادية في العالم وبقيمة تريليوني دولار أميركي، إضافة الى طرح شركة "أرامكو" في السوق وبيع نسبة تصل الى أقل من5% منها لمستثمرين من داخل وخارج المملكة، وصولاً الى الاستغناء خلال سنوات عن إيرادات النفط في السعودية التي هي اكبر منتج للخام في العالم حالياً.
ووصف الدكتور إحسان بوحليقة عضو مجلس الشورى السعودي السابق، والخبير الاقتصادي المعروف، ورئيس مركز "جواثا" للاستشارات التحولات الخاصة بشركة "أرامكو" بقوله إننا أمام "شركة طاقة وصناعة عملاقة تولد من جديد"، مشيراً الى أن "أرامكو" تتحول من شركة وطنية سعودية الى شركة عالمية عملاقة سوف تنافس كبرى شركات الطاقة والنفط في العالم مثل بريتش بيتروليوم وشيل وغيرهما.
وقال بوحليقة في حديث خاص لـ"العربية.نت" إن "قضية طرح أرامكو تتجاوز موضوع التحول من شركة نفط الى شركة طاقة"، مشيراً الى أن "الحديث يدور عن شركة صناعية عملاقة تعمل في مجالات النفط والطاقة والبتروكيماويات والصناعات الأخرى، وتنتقل من استخراج الخام الى استخراج القيمة المضافة منه، وهذا يتضمن دخولها في شراكات كبرى عملاقة، كما أنها تتحول من شركة سعودية ذات أجندة وطنية فقط الى شركة عالمية تبحث عن الاستثمارات المهمة في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك في الصين وآسيا والولايات المتحدة وكندا وأماكن أخرى".
ويرى بوحليقة أن "استخراج القيمة المضافة من هذه الشركة الوطنية سوف يؤدي الى إنعاش الاقتصاد السعودي برمته"، لافتا الى ان الشركة سوف تكون أمام التزامات جديدة من بينها الشفافية والافصاح والالتزام بمعايير الحوكمة التي أعلنتها هيئة سوق المال السعودي قبل أكثر من 10 سنوات وتلتزم بها كافة الشركات المدرجة في المملكة.
ويتفق رئيس مجلس إدارة شركة الفريق الأول للاستشارات الدكتور عبدالله باعشن مع بوحليقة في أن العالم بانتظار عملاق جديد اسمه "أرامكو"، مضيفا في حديث خاص لــ"العربية.نت" أن "التركيز في العقود الماضية كان على النفط، أما التوجه الجديد فيتعلق بكل الصناعات الناتجة عن النفط أو المتعلقة بالطاقة، مثل الطاقة الشمسية والنفط الصخري والصناعات البتروكيماوية.
وبحسب باعشن فإن التحول الذي تشهده "أرامكو" سوف يؤدي الى "رفع الكفاءة والتقليل من التكلفة غير المنتجة وتكوين كيان جديد أكثر فعالية وأكثر جدوى من الناحية المالية والاقتصادية".
ويرى باعشن أن التغيرات الاقتصادية التي يمر بها العالم وتمر بها المملكة تدفع اليوم الى التركيز على تجميع الموارد ورفع الكفاءة والاستفادة القصوى من القيمة المضافة.
يشار الى أن الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية كشف في حديثه لــ"بلومبرغ" أن "أرامكو" سوف يتم طرحها في السوق خلال العام المقبل 2017 أو الذي يليه على أبعد تقدير، مشيراً الى أن العمل بدأ من أجل الدخول في الاجراءات اللازمة من أجل تحويل الشركة الى شركة مساهمة عامة تمتلك الحكومة السعودية حصة الأغلبية فيها.
