موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

ما الذي يجعل حياة المغتربين أكثر صعوبة خارج أوطانهم؟

ما الذي يجعل حياة المغتربين أكثر صعوبة خارج أوطانهم؟ | موقع سوا
2017-11-12 12:01:21
+ -

موقع سوا_

الاغتراب عن الوطن لا يجلب بالضرورة المال والثراء الفاحش. تتناول الصحفية سارة تريليفن بالبحث بعض العثرات التي قد يواجهها المغتربون.

تستأجر ليديا لي، وهي مدربة شخصية متخصصة في تحسين جودة الحياة، فيلا من طابقين في جزيرة بالي في أندونيسيا، وذلك بأقل من نصف قيمة الإيجار الذي كانت تدفعه في مسقط رأسها في فانكوفر في كندا.

وبعد سبع سنوات من العمل في إندونيسيا، استطاعت لي أن تنمي مشروعها الخاص وتنعم بحياة أكثر ترفا ورفاهية من حياتها في موطنها. إذ يمكنها الآن الذهاب إلى المطاعم يوميا، ولديها عاملة نظافة، وفوق ذلك تحصل على جلسات تدليك أسبوعيا.

وبعد أن تركت وظيفتها في مجال التسويق وتطوير الأعمال، التي كانت تحصل منها على راتب مكون من ستة أرقام، يفوق المئة ألف دولار، تعمل الآن لحسابها الخاص وتسافر حول العالم. لكن الانتقال إلى بلد آخر لا يحقق مردودا ماليا كبيرا في جميع الأحوال.

صدمات مالية

بالطبع ليس بإمكان جميع المغتربين أن يعيشوا حياة مرفهة. وقد استطلعت شبكة "إنترنيشنز"، التي توفر المعلومات التي يحتاجها المغتربون، آراء ما يزيد على 12.500 مغترب في 188 دولة أو إقليم حول العالم، واختلف وصف الأوضاع المالية من مغترب لآخر اختلافا ملحوظا.

وبينما ذكر أصحاب المهن الذين انتقلوا إلى فيتنام والمكسيك وكولومبيا، وغيرها من الدول ذات تكاليف المعيشية المنخفضة، أن قدرتهم الشرائية ارتفعت إلى حد كبير، فإن المغتربين في بلدان أخرى، مثل إيطاليا وإسرائيل واليونان، قالوا إن رواتبهم في أغلب الأحيان لا تكفي لتغطية النفقات الأساسية بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.

وأحيانا ما تلبث الأمور أن تتدهور وتتبدد الآمال بعد الانتقال إلى البلد الجديد.

فقد أثقل الانتقال إلى أستراليا كاهل راسيل وارد ماليا وصحيا. ففي عام 2006، انتقل وارد إلى سيدني مع زوجته الاسترالية، التي كانت تحرص على العودة لوطنها. وكان من بين العوامل التي جذبتهم إلى أستراليا شمسها الساطعة وطقسها الدافئ ومناظر المحيطات، وكانت هذه الحياة في نظرهم أكثر ملاءمة وترحيبا من الحياة في كندا، التي عاش فيها وارد، البريطاني الجنسية، منذ عام 2003.

وعمل وارد في مجال المبيعات، وعملت زوجه في القطاع الحكومي، لكنهما سرعان ما أدركا أن أعباء الحياة ستزيد كثيرا في أستراليا. فقد كان كل شيء في سيدني، كبرى مدن أستراليا، من غلاء أسعار البقالة والملابس إلى ازدهار سوق الإسكان، ينبئ بأن تكاليف المعيشة في أستراليا ستكون أعلى منها في كندا.

ووجد الزوجان أنهما يدبرّان القسط الشهري للرهن العقاري بشق الأنفس.

يقول وارد: "كنا نعيش على الكفاف، رغم أننا لم يكن لدينا أطفال. وسرعان ما اتضح لنا أن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية البديعة كلفنا الكثير".

وقلل الزوجان من الذهاب إلى المطاعم، والتواصل مع الآخرين، والزيارات، لكن في عام 2010، زادت الأعباء المالية، ودفعت وارد إلى حافة الانهيار البدني والمعنوي. فقد وارد وظيفته واضطر الزوجان لبيع منزلهما ليستأجرا بيتا أقل ثمنا.

وكانت هذه هي نقطة التحول في حياتهما. وفي عام 2016، بعد تدشين مشروع لكتابة المحتوى الرقمي، "ذا إنترناشيونال رايتر دوت كوم"، قرر الزوجان الانتقال إلى مقاطعة بريتيش كولومبيا في كندا، ذات التكاليف المعيشية الأقل، والاستقرار في مدينة سكواميش، بالقرب من فانكوفر. يقول وارد: "هذا الانتقال كان حقا انفراجا للضائقة المالية التي كنا نمر بها".