موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

أطعمة "مفخخة" بالكيميائيات

أطعمة
2015-12-14 12:21:28
+ -

سوا نت - كثيرا ما نبذل قصارى جهدنا لتناول الغذاء الصحي والابتعاد عن المضافات الكيميائية السامة في الأطعمة المصنعة. لكن، لسوء الحظ، كلما ازددنا معرفة في الشأن الغذائي والصحي-البيئي، كلما ازدادت وتنوعت، في المقابل، أساليب التحايل والتمويه التي يمارسها العديد من منتجي الأغذية الصناعية. فمثلاً للحفاظ على سلعهم وبالتالي أرباحهم ومصالحهم، يعمدُ الكثير من المنتجين إلى إعادة تسمية بعض المكونات الصناعية المثيرة للجدل أو الخطرة المتواجدة في سلعهم الغذائية- إعادة تسميتها بأسماء جديدة للتمويه؛ ما يثير التباسنا ويدفعنا لتناول مكونات ضارة طالما تجنبنا تناولها.

ووفقا للتقرير التالي والذي أعده جورج كرزم لوطن للأنباء، إذ يكشف ثلة من أخطر المكونات الكيميائية الشائعة والممرضة التي تتسلل خلسة إلى طعامنا، إلى جانب تقديم بعض النصائح البسيطة لتفادي تلك المكونات.

Monosodium Glutamate (E621) - MSG) (غلوتمات الصوديوم):

يستخدم هذا المركب الكيميائي كمنكّه في الخضار المعلبة، الشوربات، توابل السلطة، اللحوم المصنعة، الأجبان والمشروبات. وهو عبارة عن حامض أميني قد يتسبب في الإخلال بالعمليات الكيميائية في الدماغ وتلف خلاياه العصبية، إضافة إلى الصداع الحاد، الغثيان، أوجاع في الصدر والتعرق.

ومن أبرز التسميات التمويهية المضللة لهذا المركب: محسنات النكهة (flavor enhancers)، بروتين نباتي مهدرج (hydrolyzed vegetable protein)، بروتين نباتي (vegetable protein)، خلاصة الخميرة (yeast extract)، غلوتمات (glutamate)، حامض الجلوتاميك (glutamic acid) والجيلاتين (gelatin).

كيف يمكننا تجنب هذه المادة في غذائنا؟

الطريقة الأسهل هي الافتراض بأن معظم الأغذية المصنعة تحوي مادة MSG؛ لذا فلنحاول تناول الأغذية الكاملة والطازجة متى أمكن. ولنتخلى عن التوابل والبهارات التي تحوي منكهات ولنستعمل بدلا منها مواد أساسية طبيعية، مثل ملح البحر، الفلفل والأعشاب الطازجة. وفي حال تناولنا الطعام خارج المنزل، يجب ألا نتردد في الاستفسار من النادل عما إذا كانت وجبات المطعم تحوي MSG. وبالطبع، الطريقة الوحيدة للتأكد من خلو الغذاء تماما من هذه المادة هي أن نطهو طعامنا بأنفسنا.

شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS)

وهو يعد من المحليات الشعبية الرخيصة، وقد يتواجد في كثير من السلع الغذائية المصنعة، مثل المشروبات الغازية، الصودا، الحلوى، عصائر الفاكهة، الحبوب، الصلصة (الكاتشاب) وألبان الزبادي. وقد نجد هذه المادة أيضا في اللحوم المصنعة، وصلصات المعكرونة وزبدة الفستق وبعض أنواع الخبز.

الأبحاث الطبية بينت أن هذه المادة قد تؤدي إلى تغيرات في الدماغ تؤثر على الذاكرة والقدرة على التعلم، وقد تؤدي أيضا إلى اضطراب وظيفة الأيض (التمثيل الغذائي) الطبيعية في الجسم، إضافة إلى تلف الكبد وزيادة احتمالية الإصابة بالسمنة والسرطان.

ومن أبرز التسميات التمويهية لهذا المركب: شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS)

كيف يمكننا تجنب هذه المادة في غذائنا؟

فلنتخلى كليا عن الوجبات السريعة. الطريقة الأسرع لتجنب مادة HFCS هي التقليل إلى الحد الأدنى من تناول الوجبات السريعة، المشروبات الغازية والحلوى الصناعية، أو التخلص نهائيا منها. فلنلتزم بتناول الأغذية الطازجة والعضوية، ولندقق بمحتويات الأغذية المصنعة، بما في ذلك اللحوم، الصلصات، الزبدة وبعض أنواع الخبز.

الدهون المشبعة

يتم تصنيع هذه الدهون من خلال إضافة الهيدروجين إلى الزيوت السائلة (هدرجتها)؛ ما يولد منتجات صلبة شبيهة بالمرجرين أو "الكريسكو". وتسهم تلك الدهون في تحسين النكهة والرائحة التي تجذب المستهلكين، كما أنها تحسن قوام السلعة الغذائية وتطيل فترة صلاحيتها. ومن أكثر السلع احتواء على الدهون المشبعة: المأكولات السريعة المقلية، الوجبات الخفيفة الجاهزة أو المغلفة، المنتجات المخبوزة مثل الكعك والفطائر، السمن النباتي المصنع والخبز.

تتسبب هذه الدهون في زيادة مستويات الكولسترول"السيء" (LDL) وخفض مستويات الكولسترول "الجيد" (HDL)؛ ما يؤدي إلى ارتفاع صاروخي في احتمالية الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. ومن أبرز التسميات التمويهية لهذه الدهون: أحماض دهنية غير مشبعة، زيوت مهدرجة جزئيا.

كيف يمكننا تجنبها؟

حتى في حال كتب على الملصق أو الغلاف "صفر غم دهون مشبعة"، فإن السلعة قد تحوي على نصف غرام دهون أو أكثر لكل حصة. لذا دقق جيدا في قائمة المحتويات. ففي حال وجدت جملة "زيوت مهدرجة جزئيا"، أترك السلعة مكانها على الرف ولا تشتريها.

"الكاراغينان" (Carrageenan)

للأسف، ليس كل ما يقال عنه "طبيعي" يعني أنه صحي. "الكاراجينان" تحديدا يستخدم لجعل السلعة الغذائية تبدو متسقة ومذاقها ممتلئا وغنيا، وهو مصنوع من بعض أجزاء الطحالب الحمراء والأعشاب البحرية. وقد يتسبب في الالتهابات وتهيج القنوات الهضمية والسرطان. ومن أبرز التسميات التمويهية لهذه المادة (بالإنجليزية): algas, algue rouge marine, carrageenin, carragenano, chondrus extract, chondrus crispus

كيف يمكننا تجنبها؟

عند قراءة كلمة "عضوي" على ملصق السلعة الغذائية لا يعني أن هذه السلعة خالية من مادة "الكاراغينان"، لذا يجب أن ندقق في المكونات بحذر. وغالبا ما تتواجد هذه المادة في زبادي اللبن، الأجبان، البوظة، حليب الصويا، الشوكولا، والشوربات الجاهزة.

محليات اصطناعية

من أبرز هذه المحليات: "أسبرتيم"، "أسيسولفيم K" و"سكارين". وتتسبب المحليات الصناعية بمشاكل صحية كثيرة، أبرزها أمراض سرطانية، نوبات قلبية، صداع، اختلالات سلوكية، إفراط مرضي في النشاط، أعراض الحساسية واضطرابات في المزاج. وبشكل عام يسبب السكر والمحليات الاصطناعية السمنة، تسوس الأسنان، السكري ونقص السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم. ومن أبرز التسميات التمويهية للمحليات الاصطناعية: "أسبرتيم"، "سكارين" و"نيوتيم".

كيف يمكننا تجنبها؟

يجب قراءة المحتويات على الملصقات جيدا، وبخاصة المساحيق الغذائية، الكورنفلكس، اليوغورت والحبوب. كما يجب الابتعاد عن المشروبات الخفيفة والغازية الخاصة بما يسمى الدايت (الحمية الغذائية). وفي حال رغبتنا بتحلية القهوة أو الشاي فيمكننا استخدام العسل الخام أو شراب القيقب، بدلا من السكريات الوهمية مثل nutra-sweet أو equal.

النيترات والنيتريت (Nitrate and Nitrite):

يعتبر هذان المركبان متشابهان في تركيبهما الكيميائي. نترات الصوديوم تحديدا يستخدم لحفظ اللحوم ولتثبيت لونها الأحمر الوردي، وتكمن خطورته في سرعة تحوله إلى نتريت الصوديوم الذي يتحد (في الجسم) مع مركبات الأمينات الثانوية ليتكون نيتروزوامين الذي يعتبر من أشد المركبات الكيميائية المسرطنة (وخاصة سرطان المعدة والأمعاء). ويعتبر قلي اللحوم (التي تحتوي على نترات الصوديوم) محفزا للتفاعل الذي يحول النترات إلى نتريت. وبالإضافة، تتحد النترات مع هيموجلوبين الدم وبالتالي يمنع الدم من نقل الأكسجين. ومن أبرز تسمياتهما التمويهية: نتريت الصوديوم، نترات.

كيف يمكننا تجنبهما؟

فلنقلل من تناول اللحوم إلى الحد الأدنى، بحيث لا يتجاوز عدد أيام تناول اللحوم يومين أو ثلاثة أسبوعيا. تتواجد النترات غالبا في اللحوم المقددة والمعالجة، مثل النقانق والسجق، لحم الخنزير بشكل عام والمقدد بشكل خاص، "السلامي" وبعض اللحوم الحمراء. الصندوق العالمي لأبحاث السرطان يوصي بالتقليل كثيرا من استهلاك اللحم الأحمر إجمالا، بما لا يزيد عن 500 غم أسبوعيا (أي بقدر حجم كف اليد)، والامتناع عن تناول اللحوم المعالجة قدر الإمكان. وبالطبع، الحالة المثالية هي وقف تناول اللحوم نهائيا، والإكثار من الغذاء النباتي العضوي والبلدي.