موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

طفلة رضيعة تعيش في المُستشفى الحكومي... لأسباب طائفية

طفلة رضيعة تعيش في المُستشفى الحكومي... لأسباب طائفية | موقع سوا
2015-12-25 13:14:53
+ -

سوا - نت  ابنة «نظمة أكثر». هكذا ينادونها في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، عبر نسبها إلى أمها البنغلادشية التي تُدعى «نظمة أكثر»، والتي هجرت وليدتها بعد أسبوع على ولادتها. الطفلة التي تعيش في المستشفى منذ 8/7/2015، تاريخ مولدها فيه، لا اسم لها بعد.. ولا مأوى.. والاسباب طائفية...

أكثر من خمسة أشهر مضت على مكوثها في الطبقة المخصصة للأطفال في المستشفى. «تتناوب» الممرضات، كما بعض الأطباء والموظفين، على حملها والاهتمام بها، بانتظار موعد مرتقب مع «ملاذ» لم تتّضح ملامحه بعد. أبصرت الطفلة النور مُبكراً، وُلدت بأواخر الشهر السابع بوزن كيلو وستمئة غرام. إذ دخلت الأم «نظمة أكثر» المُستشفى بسبب تسمم حمل، وخضعت لولادة طبيعية مبكرة وأنجبت ابنتها في الأسبوع 31.

بعد أسبوع واحد على ولادتها، وبتاريخ 16/7/2015، «تركت الأم طفلتها الصغيرة في المستشفى ولم تعد»، بحسب رواية إدارة المُستشفى التي تشير إلى «أن المستشفى حاول جاهداً البحث عن الأم». وبعد اليأس من إمكانية العثور عليها، لجأت الإدارة إلى إرسال كتاب إلى المديرية العامة للأمن الداخلي للطلب منهم اتخاذ الإجراء المناسب «فتم تحويلها إلى محكمة الأحداث ولا نزال حتى اليوم ننتظر الحصول على الإذن كي نسلّمها للجهات الراعية المعنية بهذه الحالات».

جمعية قرى الأطفال sos كانت قد عرضت منذ نحو شهر ونصف شهر تسلّم الفتاة. تقول مديرة الجمعية فيفيان زيدان لـ «الأخبار»، إن المستشفى طلب منا إعداد تقرير عن وضع الفتاة، وخلال 48 ساعة سلّمنا تقريرنا وطلبنا الحصول على الإذن لتسجيل الفتاة قبل تسلّمها، «ومنذ حينها لم يتواصل معنا أحد من المستشفى». خلال هذه الفترة كان المُستشفى يتواصل مع دار الفتوى، لاعتقاد إدارة المستشفى أن والدة الفتاة مسلمة، وبالتالي يقضي «العرف» بأن تُسلَّم الطفلة لمؤسسة رعاية إسلامية. وفق ما تقول إدارة المستشفى، «دار الفتوى وعدت بمتابعة حالتها لدى الجهات الرسمية للحصول على الموافقات اللازمة».

في حديث لـ «الأخبار»، يقول الشيخ صلاح فخري إنه منذ أسبوع فقط اتصل بإدارة المُستشفى للاطلاع على هذه الحالة! علماً أن مصادر المستشفى تؤكد أنها تواصلت مع دار الفتوى منذ البداية. وفيما يقول الشيخ فخري إن المُستشفى لم يعاود الاتصال ليُخبره بمصير تقرير المخفر، تلمّح مصادر المُستشفى إلى مُماطلة وتقاعس من قبل دار الفتوى.

خلال الحديث مع المعنيين في المستشفى، يتّضح أن الإدارة أعطت الأولوية لدار الفتوى، بناءً على «عُرفٍ» سائد مفاده أنه «ما دامت الأم مُسلمة، فالابنة يجب أن تذهب إلى دار رعاية مسلمة». يقول المعنيون: «لو كنا حاصلين على الإذن من المخفر، لسلّمناها لـ sos ولما انتظرنا دار الفتوى». إلا أنه، فعلياً، إدارة المُستشفى كانت تتصرّف طوال هذه الفترة، باعتبار أن دار الفتوى هي الخيار الأول، وبعض المعنيين عبّروا صراحة بالقول: «الأولوية كانت للدار»، ولولا ذلك لما انتظرت كل هذه الفترة للحصول على جواب من الدار، ولأعادت الاتصال بالـ sos وتعاونت معها للضغط المطلوب من أجل الحصول على الموافقات المطلوبة.

المستشفى يعتني بالفتاة، وهي تتمتع بحالة صحية مستقرة بشهادة الأطباء، الأمر يتعلّق بالبعد الخطير الذي ترسيه هذه الحالات، والذي لا يتمثل بتحديد الانتماء بناءً على طائفة لم يخترها الطفل فحسب، بل يتجسّد بتغليب البعد الطائفي على البعد الإنساني!