موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

"طلبات توظيف"..أفخاخ إلكترونية لاستدراج الفتيات

2015-09-21 20:24:38
+ -

سوا فلسطين - دفعت الحاجة للوظيفة العديد من الشابات الخريجات إلى البحث عن وظيفة عبر المواقع التي تعنى بالتوظيف، ولم تعِ بعضهنّ لخطورة تلك الإعلانات التي ربما قد يستغل أصحابها "مواقع التوظيف" لتحقيق مآرب أخرى.

وهذا ما حصل مع صابرين ابنة ال23 عامًا من إحدى قرى رام الله، عندما قدّمت طلباً لوظيفة عبر موقع للتوظيف وأُبلغت بموعد المقابلة.

ماذا جرى في "المقابلة"؟

تروي صابرين اللحظات الأولى لوصولها لمكان المقابلة: "ذهبت بمفردي، عندما دخلت المكتب قال لي المدير: سكرتيرتي تجري مقابلة مع إحداهن في الغرفة المقفولة!،  ولا أعلم ربما شعر بعدم ارتياحي وحاول ان يطمئنني بأننا لسنا بمفردنا!.. دخلت المكتب حاول أن يقترب منّي ويمسك يدي .. خفت!".

وتابعت:" قال لي أريد رؤية يدك لاتأكد إذا عليها مناكير أو نظيفة ولا يوجد عليها عجين كما الفتاة التي سبقتكِ!..فابتعدت وقلت له: "عيب اللي بتعمله، ردّ عليّ قائلا: كنت أعيش بأوروبا وقرفان النسوان، قلت له: لكنك الآن بفلسطين ، مجتمع شرقي محافظ".. وحملت نفسي وخرجت مسرعة من المكتب، وعندما وصلت المنزل وصلني مسج منه كالتالي:" ما عندك واتس اب ولا فايبر بحثت عنك وما لقيتك"!.

وعن سبب عدم اقدامها على تقديم شكوى لدى الشرطة بحقه، قالت صابرين  إنها لا تريد أن تزيد الوضع سوءًا، وخصوصا أنها استطاعت أن تفلت منه دون أن يقوم بايذائها، كما وأنه في حال علمت عائلتها فسوف يمنعونها من البحث عن العمل الذي هي بحاجة ماسّة إليه، وفقاً لما تحدثت به.

صابرين هو الإسم المستعار لفتاة استطاعت أن تفلت من فخ المعلنين عن وظيفة وهمية والتي قد يكون هدفها استدراج الفتيات لأعمال مشينة.

فضاء إلكتروني بلا رقابة

وقالت منسق وحدة الجندر فى مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت ناهد أبو طعيمة " إن فوضى الإعلانات تساهم فى تيسير وقوع الجرائم الإلكترونية التى تحدث بالفضاء الإلكتروني فى ظل غياب أي أنوع الرقابة عليها، بعكس التجربة التى اكتسبتها الصحف اليومية فى تحليل مضامين الإعلانات والخبرة التى تراكمت لدى الصحف فى تحليل ماهية الأهداف الرامية إلى الإعلان، يعكس طبيعة الوسائط الإلكترونية المختلفة التى قد يستغلها بعض الأشخاص للإيقاع ببعض الباحثات عن العمل نظرا لسهولة الانتشار ومجانية النشر وغياب المتابعة والرقابة".

وأشارت أبو طعيمة " بأن هناك بعض الملاحظات والشهادات من بعض المطلعيين بأن بعض الإعلانات تكون بمثابة أفخاخ تنصب إلى الخريجات والمتعطلات عن العمل اللواتي يدفعهم اليأس إلى محاولة التجريب والذهاب إلى مقابلة المعلنين فى مكاتب وهمية".

ونوهت منسقة الجندر، إلى أن هناك إعلانات تكون مكشوفة من خلال إشارات وشروط العمل كأن لا يشترط الخبرة فى العمل، ولا الشهادات العلمية، ويجب أن تكون حسنة المظهر،العمل فقط للنساء، وهذه بعض الاشارات التي يجب أن تترتاب منها الباحثات عن العمل لأنها تفضح المعلنين وسوء المقصد من وراء الإعلانات، على حد تعبيرها.

دور الشرطة

وقال المقدم لؤي ارزيقات الناطق باسم الشرطة إنه :" من النادر وصول مثل هذه الشكاوي، وعلل ذلك لسببين إما أن تكون غير موجودة بالفعل أو لا توجد ثقافة لدى الفتيات بالتوجه إلى الشرطة في حال تعرضهن للتحرش بهذه الطريقة".

وناشد ارزيقات  الفتيات اللواتي يتعرضن لأي عملية نصب أو احتيال أو تحرش من هذا القبيل بألّا يترددن بالتوجه إلى الشرطة وتقديم شكوى، وأشار بأن الشرطة تضمن السرية في التعامل مع مثل هذه القضايا من خلال قسم  "حماية الأسرة والأحداث" ويتم التعامل مع هذه القضايا بسرية تامة.

أمّا بخصوص الحالات التي سجلت لدى الشرطة قال ارزيقات إنه في بعض السنوات سجلت حالة أو حالتين، وفي سنوات أخرى لم تسجل أي حالة.