موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

المدينة التي تستفيد من الإنترنت "لتدفئة المنازل"

المدينة التي تستفيد من الإنترنت
2017-10-23 13:05:28
+ -

هل تعرف أن "سحب" تخزين المعلومات والملفات على الإنترنت، أو نظم الحوسبة السحابية، لها مكان مادي على الأرض؟ فالصور التي تنشرها على موقع إنستغرام، وأمنيات أعياد الميلاد التي تكتبها على صفحات فيسبوك، وكذلك البرامج التليفزيونية التي تشاهدها عبر شبكة "نتفلكس"، تخزن في مجموعة هائلة من الخوادم تتصل ببعضها في صفوف وأبراج في مخازن عملاقة.

وتوجد هذه الخوادم في مراكز بيانات لا يغامر بارتيادها إلا قليلون. لكنني قررت أن أدخل بنفسي هذه المتاهة من المعلومات، في مراكز البيانات بالعاصمة السويدية ستوكهولم، والتي اكتشفت أنها لا تحمل البيانات فحسب، بل إن الحرارة المتولدة عن تشغيل هذه الخوادم تستخدم في تدفئة المنازل في المدينة التي يزيد تعداد سكانها على 900 ألف نسمة.

فكيف يعاد تدوير هذه الحرارة؟ وهل ستصبح هذه الطريقة نموذج عمل تجاري جديد في عالم التقنية حول العالم؟

داخل المتاهة

ستلاحظ وأنت تسير بين جنبات مراكز البيانات في ستوكهولم أن الهواء بارد وجاف. وتغطي صفوف أبراج الخوادم آلاف المصابيح التي تومض وتنطفئ طوال الوقت، وقلما تجد أشخاص داخل تلك المراكز. وأينما تنظر في السقف وتحت البلاطات المتحركة ستجد كتلا من الكابلات التي تمر في جميع الاتجاهات.

إلا أن أكثر ما يلفت الانتباه في المكان هو الصوت المرتفع، وهذا لأن درجة حرارة أجهزة الكمبيوتر ترتفع بعد فترة من التشغيل، ويتطلب تبريدها الكثير من المراوح حتى تعمل بكفاءة. ولتدرك حجم الحرارة في المكان، تخيل الحرارة الناتجة عن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بك مضروبة في الحرارة المتولدة عن آلاف من أجهزة الكمبيوتر المتصلة ببعضها في مخزن بأكمله، وهذه الأجهزة تؤدي مهام معقدة وتعمل بلا انقطاع على مدار الساعة.

ويعتمد التبريد في الغالب على الماء البارد والكثير من المراوح التي تنتج هواء باردا وتسحب الهواء الدافئ إلى الخارج، ومن المعتاد التخلص من هذه الحرارة كنفايات. لكن الحرارة نوع من الطاقة، ولهذا قررت السويد استغلالها لتدفئة المنازل.