موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

أيلول، موسم الاعتداء السنوي على الأقصى

أيلول، موسم الاعتداء السنوي على الأقصى | موقع سوا
2016-09-08 09:50:56
+ -

أظهر فحص أجراه المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس" أن شهر سبتمبر ( أيلول)، يعدّ موسماً متميزاً لاعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الأقصى بشكل سنوي، منذ سني الاحتلال الأولى، لكنه تصاعد في السنوات الأخيرة.

وأظهر الفحص أيضا، أن تصعيد الاعتداءات يعود الى تزامن هذا الشهر وما يليه (اكتوبر/تشرين أول) مع موسم الأعياد اليهودية السنوية إذ يعتبر شهر "تشري" العبري شهر الأعياد اليهودية لكثرتها وتنوعها، مثل "عيد رأس السنة العبرية" و"عيد العرش العبري"، وأشار "كيوبرس" إلى أن أغلب موسم الأعياد اليهودية في السنوات العشر الأخيرة تزامن في شهر أيلول أو في شهري أيلول وتشرين الأول، ووقعت فيهما أبرز الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتصاعدت الاقتحامات حدة وعددا، ووقعت المجازر، مجزرة الأقصى الأولى، ما أدى الى ردود أفعال فلسطينية غاضبة على انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى، أبزها انتفاضة القدس 2015، وهبة أبو خضير 2014، ومن قبلها انتفاضة الأقصى الشهيرة عام 2000 .

وأشار "كيوبرس" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد ربط وتزامن أحداث وقرارات مشهورة بمسميات ومواعيد ترتبط بالبعد الديني التوراتي والتلمودي، كما يحدث في تسمياته للحروب والمعارك، أو في أسماء الشوارع والمدن والتجمعات السكانية والأبنية العامة.

وبحسب التقويم العبري فإن أعياد تشري اليهودية تتنوع، ففيه عيد رأس السنة العبري، وعيد "كيبور- الغفران" - ويعد يوم صيام -، وأيام التوبة العشرة، وصيام "جدليه"، وعيد العرش" وتمتد هذه الأعياد بداياتها وخاتمتها على نحو 16 يوما، ما جعلهم يسمونه بشهر الأعياد.

توسع رقعة الاقتحامات واعتداءات غير مسبوقة:

ففي عام 2015 تعرّض المسجد الأقصى لحملة اقتحامات واعتداءات واسعة من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية، ومن قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتم الاعتداء على المصلين وأبنية المسجد التاريخية بشكل غير مسبوق، على مدار ثلاثة أيام 13-19 من شهر أيلول/سبتمبر بالتزامن مع عيد راس السنة العبرية، فيما شهد مطلع شهر أكتوبر/تشرين أول اقتحامات واسعة للمستوطنين بمناسبة عيد العرش العبري، وهي الاعتداءات التي أدت الى مواجهات ميدانية في المسجد الأقصى والقدس القديمة وحولها، ما بين الفلسطينيين/المقدسيين وبين قوات الاحتلال، ثم تطورت الى مواجهات أوسع بما سمي بـ "انتفاضة القدس". 

وفي العام 2014 شهد المسجد الأقصى نهاية شهر أيلول حملة اقتحامات واعتداءات على المسجد الأقصى تزامناً مع عيد "راس السنة العبرية" وتكررت مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر بالتزامن مع عيد "العرش العبري"، وأعطت هذه الاعتداءات زخما للمواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي التي كانت انطلقت قبل نحو شهرين بسبب جريمة حرق الفتى محمد أبو خضير. 

وشهد شهر أيلول من العام 2103 اقتحامات واسعة من قبل المستوطنين، وكذلك من قبل القوات الخاصة، على امتداد أيامه، منذ بدايته وحتى نهايته، بسبب موسم الأعياد اليهودية الذي تركز في شهر أيلول/سبتمبر، وتوزعت أحداث عام 2012 على شهري أيلول وتشرين الثاني، بسبب توزع الأعياد اليهودية على الشهرين.

أما في عام 2009 فوقعت اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بالتزامن مع الأعياد اليهودية، واندلعت مواجهات بسبب هذه الاعتداءات، وكانت اقتحامات 2009 محطة بارزة وانطلاقة واضحة نحو تصعيد الاقتحامات بالتزامن مع الأعياد اليهودية للسنوات القادمة.

مجازر إسرائيلية .. مجزرة الأقصى الأولى، هبة النفق وانتفاضة الأقصى:

وقال "كيبورس" إن من بين الأحداث والمجازر البارزة لاعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، الاقتحام المشهور لـ " أريئيل شارون" – رئيس حزب الليكود آنذاك" بتاريخ 28 أيلول من العام 2000، بحماية مئات جنود الاحتلال، وما تلاه في اليوم الثاني من مواجهات كان أبرزها في المسجد الأقصى ووقوع مجزرة فيه، وارتقى فيها عدد من الشهداء بالإضافة إلى عشرات الجرحى، الأمر التي أدت الى نشوب "انتفاضة الأقصى".

وفي العام 1996، وبالتزامن مع الأعياد اليهودية (امتدت من 15 أيلول/سبتمبر الى 4 تشرين أول/أكتوبر) وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق 25 أيلول افتتح الاحتلال الإسرائيلي باباً ومخرجا رئيسا للنفق الغربي للمسجد الأقصى، يمر أسفل وبمحاذاة المسجد الأقصى، وسط اعتراض وغضب مقدسي وفلسطيني عارم، ما أدى الى وقوع مواجهات اتسعت وامتدت على مدار عدة أيام، وسمّيت بـ "هبة النفق"، حيث ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر عدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة راح ضحيتها اكثر من 68 شهيدا، كما وارتكب مجزرة في المسجد الأقصى بتاريخ 27/9/1996 سقط على إثرها 4 شهداء وعشرات الجرحى.

وفي العام 1990وقعت مجزرة المسجد الأقصى الأولى، بالتزامن أيضا مع موسم الأعياد اليهودية ( من 19 أيلول – عيد راس السنة العبرية وحتى 12 تشرين الأول – ختام عيد العرش العبري) ففي صبيحة يوم الاثنين الموافق 8 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1990، وقبيل صلاة الظهر، بالتزامن مع "عيد العرش العبري"، حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة أمناء جبل الهيكل وضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقعت اشتباكات بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، ما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، وتم إعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء الشهداء والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المجزرة.

سبتمبر/ أكتوبر 2016: هل يتجدد موسم الاعتداءات الكبير على الأقصى:

لوحظ في هذه السنة 2016 وفي موسم الأعياد والمناسبات اليهودية، توسع اعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، كما حدث في ذكرى خراب الهيكل المزعوم في شهر آب، وكذلك الاقتحام الواسع في شهر تموز وسبقه اقتحام شهر نيسان في عيد الفصح العبري، وسط عزل كامل للمسجد الأقصى وتقييد ومنع المصلين من دخوله لإفساح المجال للاقتحامات بشكل مريح.

ومنذ أيام بدأت حملة إعلامية وإعلانية من قبل نشطاء ومنظمات الهيكل المزعوم للحديث عن أمسيات وأيام وحلقات دراسية، تتمحور حول أهمية بناء الهيكل المزعوم وارتباطه بمنسوب وتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، ضمن برنامج تمهيدي وتهيئة الأرضية لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، قد تكون الأوسع على الإطلاق، بالتزامن مع الأعياد اليهودية التي تنطلق هاذ العام بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر بعيد رأس السنة العبرية وتنهي بـ 25/10 بيوم اختام عيد العرش العبري.