موقع راديو و تلفزيون لوبه نت
اضف اهداء

يختلف "مزاج" المرأة عن "مزاج" الرجل..

 يختلف
2016-02-01 09:52:45
+ -

سوا - الاخباري - حينما تتكلم عن "المزاج" يجب أن يكون "مزاجك" في أحسن حالاته، ولكن كيف يكون ذلك، ولماذا أصلا "يتعكر" مزاجك، ولماذا ما يسعد غيرك لا يسعدك ولا يحسن مزاجك، بل قد يكون العكس، فما يجعل مزاجك في حالة رائعة قد يكون سببا في "تعكير" صفو غيرك.


في واقع الأمر تتحدث معنا موضى الزهراني – خبيرة نفسية وكاتبة سعودية – عن "المزاج" بشكل مختلف، وتمنحنا فرصة أكبر لفهم "المزاج" أو "الحالة المزاجية" للإنسان، باعتبار أن ذلك يعد أمرا صعبا، لأن "المزاج" أصلا حالة نفسية عارضة يتعرض لها الشخص وتتغير  بشكل دائم.


ويضاف إلى صعوبات "المزاج" أيضا هو ارتباطه بالكثير من العوامل النفسية والبيولوجية لدى الأفراد، وهي قطعا عوامل متباينة ومختلفة من شخص لآخر، وهو ما قد يفسر لنا كيف تتأثر حالتنا المزاجية سلبا وإيجابا، وكيف تختلف درجة وشدة التأثر بها بين شخص وآخر.


ولعل ما سبق، يفسر لنا التباينات الكثيرة والاختلافات المثيرة في تغريدات النشطاء على موقع تويتر والذين تفاعلوا بشكل كبير مع هاشتاج "#اكتر_حاجه_بتحسن_مزاجك"، فبعضهم حصرها في رؤية شخص ما، وآخر أكد أن مزاجه يتحسن في حضن أمه، وثالث يقول إنه يتحسن عندما يشرب فنجان قهوة على أنغام فيروز.


 وأوضحت دكتورة موضى سبب ذلك إلى التباينات الكبيرة بين الأفراد، خاصة على مستوى التكوين البيولوجي والنفسي، واختلاف المستويات الاجتماعية والمادية والبيئة، وما قد يترتب عليها من اختلافات على مستوى العلاقات الأسرية والشخصية، وكل ذلك له تأثيراته الكبيرة على خبراتنا التي نكونها منذ الطفولة والتي قطعا لها تأثيراتها الكبيرة على مزاجنا.



وأضافت الخبيرة النفسية أيضا أن الطرق التي تحسن مزاجنا أو تجعله غير جيد، تتوقف على طبيعة  المواقف الصادمة والمؤلمة التي تعرض لها الفرد خلال طفولته أو مراهقته وكذلك مرحلة الشباب، إضافة إلى مكونات البيئة الفيزيائية للدماغ.


وشددت دكتورة موضى على أن التكوين العصبي للإنسان له دور كبير في صحته العقلية والنفسية، وأن أي خلل في كيمياء الجهاز العصبي له تأثير كبير على الحالة النفسية وعلى حالة الجسد أيضاً، لذلك نلاحظ أن ردة الفعل تختلف من شخص لآخر، وأن وسيلة الاشباع لحاجة معينة تختلف أيضاً من شخص لآخر، وأن مستوى ودرجة الاشباع ونوعه يختلف كذلك ولايمكن تعميم وتوحيد هذه الأمور لدى الجميع، وذلك لاختلاف التغييرات الكيميائية دىخل الجهاز العصبي .


واستشهدت على كلامها بأن بعض الأفراد حينما يتعرضون لموقف حزي ترتفع معه دقات قلبهم بينما آخرون يخافون ويرتعشون من سماع مثل هذه الأخبار المحزنة، بل هناك من يبكي لو تذكر موقفاً أيام طفولته أو تذكر شخص رحل عن عالمنا كتذكر الأم مثلا.


وتابعت الدكتور موضى قائلة: "إن كل الأمور السابقة تختلف ما بين الرجل والمرأة لاعتبارات كثيرة سواء كانت جسدية أو نفسية، والأهم منها هو بسبب اختلاف أدمغة النساء عن الرجال كثيراً، حيث أثبتت الفحوصات التشريحية بعد الوفاة بأن عدد "العصبونات" في النساء أكثر بنسبة 10% من الرجال، وأن الرجال يستخدمون نصف الكرة المخية بصفة عامة في معالجات اللغة والتفكير وأن النساء يستخدمن النصفين معاً، لذلك الاختلافات متوقعة بين الجنسين في تحسين المزاج تبعاً لاهتماماته وعلاقاته وخبراته الاجتماعية والشخصية.